الاضطراب العاطفي الموسمي: كيفية التعامل معه والعلامات المُنبئة به
تصبح الأيام قصيرة في الخريف، والليالي طويلة، ودرجات الحرارة منخفضة، ولا تعود السماء مشمسة كما كانت؛ إنَّها تثلج، وتمطر كثيراً، ويصبح الجو بائساً جداً، وليس لمدة أسبوع أو شهر فقط، بل لموسم كامل، هل تعرف ما الذي يعنيه كلَّ ذلك بالنسبة إلى بعض الناس؟ يعني أنَّهم سيدخلون في حالةٍ من الاكتئاب، ويُعرف هذا الاكتئاب بالاضطراب العاطفي الموسمي، وهو مزعجٌ للغاية.
يعاني معظم الناس من هذا الاضطراب، وهو في الواقع أكثر جديةً ممَّا كنت تعتقد، ومن المفارقات أنَّ بعض الناس لا يعرفون أنَّهم مصابون بهذا الاضطراب، ويعتقدون أنَّ اكتئابهم ناجمٌ عن الظروف اليومية، ومشكلات الحياة الأخرى.
توجد علامات تحذيرية واضحة للاضطراب العاطفي الموسمي، وإذا كان لديك أيٌّ من هذه العلامات، فعليك بالتأكيد الانتباه جيداً، وتجربة بعض طرائق العلاج الطبيعية للتخفيف من حزنك، وتشمل هذه العلامات ما يأتي:
1. نقص الطاقة:
إذا لاحظتَ انخفاضاً مفاجئاً في مستوى طاقتك، فلا تفترض أنَّ ذلك ناجمٌ عن إرهاق العمل فقط؛ لأنَّك إذا كنت تشعر بضعف الطاقة كلَّ يوم فمن المحتمل أن تكون مصاباً بالاضطراب العاطفي الموسمي؛ لذا تأكد من أنَّك تتناول وجبات صحية ومغذية، وابتعد عن السكر والأطعمة المقلية أو المعكرونة؛ إذ تميل هذه الأطعمة إلى زيادة الخمول، واشرب كثيراً من الماء، وتناول طعاماً صحياً؛ فذلك سوف يمدُّك بالطاقة، ويُبقيك منتعشاً.
شاهد بالفيديو: كيف تتحلَّى بالاتزان العاطفي وتطبقه في الحياة اليومية؟
2. سوء المزاج:
إذا لاحظت أنَّك أصبحت سريع الانفعال، ولا يمكنك الصبر على الأشياء التي لم تكن تزعجك أبداً، فقد تعاني هذا الاضطراب، وقد يكون السبب هو قلة التعرض لضوء النهار، فليس سراً أنَّ فيتامين (د) يُعدُّ فيتامين السعادة، ولأنَّك تحصل على قليل منه في الخريف والشتاء، فقد تُعاني بعض العوز؛ لذا حاول الخروج في النهار للحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس.
توجد عدة مكملات لفيتامين (د) الطبيعية أيضاً متوفرة في متاجر الأطعمة الصحية، لكن على الرَّغم من أنَّ صالونات تسمير البشرة لا تحظى بالتشجيع الكافي، فإنَّ استخدامها مرةً كلَّ 3 أسابيع أو نحو ذلك لمدة 10 دقائق فقط قد يكون مفيداً أيضاً.
3. انعدام الرغبة في التواصل الاجتماعي:
قد تفضل البقاء في سريرك، وعدم الاختلاط بالناس، وقد يبدو العشاء مع الأصدقاء نشاطاً مثيراً للرهبة، فأنت ببساطةٍ لا تستطيع أن تتخلى عن راحتك؛ لذا يجب أن تحاول على الأقل شرب القهوة مع صديق ما أو الخروج في نزهة صغيرة، فما يزال التفاعل الاجتماعي جزءاً هاماً جداً من حياتنا، وإذا لم تستطع إجبار نفسك على القيام بذلك، فقد تكون المكالمة الهاتفية هي كلُّ ما تحتاج إليه لإخراجك من خمولك.
4. الأكل العاطفي:
من السهل جداً أن تتوق لتناول الوجبات السريعة الضارة بينما تجلس في منزلك متجهماً من الطقس القاسي، ومتمنياً أن ينتهي بسرعة؛ لذا يجب أن تتجنب القيام بذلك، وفي الواقع عندما تذهب للتسوق، ابقَ بعيداً عن مطاعم الوجبات السريعة، فهذه الأطعمة ستزيد وزنك وتُعكر مزاجك.
تذكَّر أنَّ الشتاء طويل، فاحرص على تناول الأطعمة الصحية إذا كنت ترغب في البقاء في المنزل لمدة 4 أشهر، فالفشار، والحمص، والخضار، واللبن هي جميعها أطعمةٌ صحية لذيذة سوف يشكرك جسدك على تناولها بحلول الربيع.
5. الشعور بالاكتئاب كل يوم:
إنَّك حزينٌ ببساطة كلَّ يوم، ولكنَّك محق في ذلك؛ فالطقس فظيع جداً، فلا تريد الخروج؛ وإنَّما تريد البقاء في المنزل، وتناول الطعام الضار طيلة اليوم، وليس لديك رغبة في التفاعل مع أحد؛ لذا أفضل شيء يمكنك القيام به في مثل هذه الحالات هو محاولة القيام بشيء واحد يجعلك سعيداً مرةً واحدةً في اليوم على الأقل.
لذا اختر الشيء المفضل لديك مثل: الحياكة أو الغناء أو الرقص أو القراءة وما إلى ذلك، ومارس هوايتك يومياً لمدة 30 دقيقة على الأقل، كما أنَّ القيلولة هي خيار رائعٌ أيضاً، فعندما تشعر أنَّك مكتئبٌ حقاً، استلقِ لمدة 20 دقيقة أو نحو ذلك ستندهش من مدى سعادتك بعد ذلك.
في الختام:
ينبغي ألا تستخف بالاضطراب العاطفي الموسمي، فإذا كنت تعاني هذا الاضطراب، ولم تجد فائدةً في طرائق العلاج الطبيعية، عليك طلب المشورة الطبية، ففي بعض الأحيان قد يكون كلُّ ما تحتاجه لاجتياز الموسم الكئيب هو مضاد اكتئاب خفيف، لكن من الأفضل أن تُجرب الطرائق الطبيعية أولاً.